حقيقة الخشوع في الصلاة

حقيقة الخشوع في الصلاة للشيخ محمد المختار الشنقيطي
(تفريغ موقع إسلاميات حصريًا)

واعلم أنك إن صليت ولم ترزق الخشوع وانتهيت من صلاتك فأقبلت على ربك واشتكيت الى الله سبحانه وتعالى هذا البلاء العظيم! وقلت يا رب ما خشعت في صلاتي كما ينبغي، يا رب ما تأدبت معك
يا رب ما وقفت بين يديك كما ينبغي الوقوف
يا رب سامحني، يا رب تُب عليّ..
أوصيك بهذا الندم..
من صلى لله عز وجل وبعد صلاته انكسر قلبه لله جبر الله كسره وأعظم أجره ووقف بين يدي الله وإذا وقف بين يدي الله يشكو إليه شكوى المنكسر الذليل يتملق الله سبحانه وتعالى ويتزلف إلى الله ويقول: يا رب حقك أعظم. يا من أحييتني وكنت ولا زلت ميتا إلا أن تحييني يا رب هذه نعمك وهذا تقصيري أشكو إليك أني لم أقف بين يديك وقوف الخاشعين ولم أنقطع إليك انقطاع المتبتلين ولم أنكسر بين يديك إنكسار الخائفين
يا رب عظمت عليّ الفتن وعظمت عليّ المحن إليك أشكو ضعف قوتي وقيلة حيلتي، يكون عندك هذا الشعور، إذا شعرت هذا الشعور انكسر قلبك جبر الله كسرك وكم من عبد خاشع فتن بخشوعه وكم من عبد سُلب لخشوع فتأذن بين يدي الله وتأذن له ربه بعد أن سُلب بالإنابة والخضوع جبر له كسره وأعظم له أجره وعوّضه ما فقد..
وليس لغمّها وهمّها من يبدده سوى الله، تشكو إلى الله غربتك في هذا الزمان، تشكو إليه وهو الحليم الرحيم وتسأله أن يجبر لك الكسر ويعظم لك الأحر وتقول يا رب ليس لي من حيلة وليس لي من وسيلة إلا أن أشتكي إليك وأبث حزني إليك يا من إليك تبث الاحزان، والله لن تخرج من مسجدك إلا وقد جبر كسرك وعظم أجرك ورفعت منزلتك.
من نحن لولا الله الذي ما خشعت القلوب إلا برحمته؟! من نحن لولا الله الذي ما سكبت المدامع ولا جرت العيون بدموعها إلا بفضله وكرمه ومنّه فبثّ إلى الله ما تجده وقل” يا رب عظمت الفتن والمحن وهذا جهد المقلّ. كل من تأمل ونظر في نعم الله المغدقة ونعم الله المرسلة وآلآئه وفضائله ونوائله فإنه يشكو إلى الله هذا الحزن العظيم فإننا لولا الله ما عرفنا الله حق قدره ولا عبدناه حق عبادته ولا انكسرنا بين يديه بما يليق بجلاله وعظمته.
اللهم أنت أغنى ما تكون عنا ونحن أفقر ما نكون إليك، يا ملك الملوك، يا إله الأولين والآخرين يا من لو وقفت الخلائق بين يديه على أتقى قلب رجل واحد منهم ما زاد في ملكه شيئا

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ ارباحي نت 2015 ©